إعادة التدوير ، خطوات بسيطة
إعادة التدوير مصطلح متداول كثيرا ولا داعي للدخول في تفاصيله أو معناه، فاليوم يعرف الصغار قبل الكبار ما معنى ذلك، ولكن بالرغم من معرفتنا لمعناه إلا أن قلة منا من يقوم به في الواقع. قبل أن أبدأ مقالي أود أن أذكر مقدمة عائلية ملهمة
في زيارتي الأسبوعية لمنزل جدي الذي كبرت فيه وأعرف كل تفاصيله، لاحظت أخيرًا جهود جدتي الجبارة في إعادة التدوير، جدتي أطال الله في عمرها، كبيرة العمر(أكبر الأحفاد في الثلاثينيات) وبواقع الحال هي ليست منخرطة في واقعنا اليومي ولا تعرف عن الاحتباس الحراري وأهمية إعادة التدوير وكل المشاكل البيئية اليوم، ولكن بفطرتها فإنها تقوم بإعادة تدوير كل شي في منزلهم الصغير، وتمارس هذه النمط بالرغم من كثير من التغييرات التي حدثت في نمط المعيشة.
في منزل جدي الصغير وعلى عكس منازلنا جميعا التي تنمو مقتنياتها وتتضاعف مع مرور الزمن،لا يزال هذا المنزل الحنون يتسع لهم إلى حدٍ ما، كل هذا بفضل جهود جدتي وأسلوب حياتهم البسيط.
لأوضح أكثر فجدتي تقوم بإعادة تدوير أو تصنيف كل ما تقع عليها عيناها وكل ما يستخدم في المنزل ، بل ويعرف جميع الأولاد والأحفاد هذا الأمر ويقومون باتباعه أيضًا.
الأكياس الورقية والبلاستيكية يتم إعادة استخدامها وطيها مباشرة ، أي علب من الكرتون والفلين والبلاستيك يتم إعادة تدويرها مثلا استخدامها في قفص العصفور أو وضع المحاصيل من المزرعة ، أكياس الورق تستخدم كقاعدة في قفص العصفور، الأكل أيضا يتم تصنيفه مباشرة ولا يتم رمي أي طعام تقريبا ما عدا العظام، اللحوم تؤخذ للكلاب ، الخبز للبقر ، باقي الطعام للدجاج
فمثلا عند انتهاء الوجبة لا نقوم بلف السفرة والتخلص منها مباشرة بل يتم التقاط كل ماعليها للمكان المناسب. وعلى هذا المنوال المنتجات البلاستيكية واي علب يتم تنظيفها وإعاد استخدامها في المكان المناسب قدر الإمكان
والنتيجة من هذا كله؟
كمية نفايات قليلة
صندوق القمامة لمنزل جدتي صغير بشكل لا يصدق ولا تنبعث منه أي روائح كريهه
، لا يعانون من تكدس، إحترام للنعمة ولوجودنا على هذه الأرض، حياة بسيطة ومشاكل أقل
ما تعلمته من نمط حياة جدتي هو التالي :
1- كثيرمن المواد الاستهلاكية بها إمكانية لإعادة استخدامها في مكان آخر.
2- الترتيب والتصنيف مهم جدًا لسهولة إعادة الاستخدام.
2- أسلوب الحياة خالي من الإسراف، الأكل باعتدال بدون تقصير يعني فائض طعام أقل وحفظ أكبر للنعمة.
3- للحفاظ على النعمة يجب العناية بنظافة الطعام لتناولة لاحقًا.
4- وجود حيوانات مزرعة أو مزرعة يساعد كثيرًا في التخلص من بقايا الطعام، حيث يستخدم كطعام للحيوان أو سماد.
5- الاعتماد على النفس في إعادة التدوير بدلا من انتظار أي مؤسسات أو مبادرات خارجية ينعكس إيجابيا على السكان أولا.
6- أخذ المبادرة والبدء من المنزل هي الخطوة الأكثر فعالية في كثير من الأحيان
أخيرا ، ربما لا تكون جدتي الوحيدة من أبناء جيلها التي تعيش بهذا الأسلوب المستدام، ولكن المهم هو أن نأخذ العبرة من نمط الحياة هذا وأتساءل أيضا ماذا يمكن أن نتعلم من أجدادنا أو ماهي العادات القديمة الإيجابية التي يمكن إعادة إحياءها للحفاظ على البيئية؟